خروج حملة هولاكو إلى الشام
خرج "هولاكو" في شهر رمضان سنة (657هـ = 1295م) من أذربيجان مع حلفائه من أمراء جورجيا وأرمينية الصغرى، ويقود طلائع جيشه القائد المغولي "كيتو بوقا" متجهين إلى الشام، وكانت "ميافارقين" بديار بكر أول مدينة تبتدئ بها الحملة المغولية الغازية، وكانت تحت حكم الملك الكامل "محمد بن الملك المظفر بن العادل الأيوبي"، الذي لم يهتز قلبه لجيوش المغول الجرارة، أو يتطرق الهلع إلى نفسه فيبادر بالتسليم كما فعل غيره، ولم ينخدع بأقوال المغول المعسولة التي تدعوه إلى الطاعة والانقياد، وإنما أصر على الجهاد والمقاومة، واستمر الحصار مدة عامين دون أن يفلح المغول في اقتحام المدينة التي أظهر المدافعون عنها ضروبًا من الشجاعة والإقدام، غير أن طول مدة الحصار، ونفاد المؤن، وانتشار الوباء، وهلاك معظم سكان المدينة، دفع الملك الكامل إلى الاستسلام، فسقطت المدينة الباسلة بعد أن استنفدت كل أسباب المقاومة.
وبعد سقوط "ميافارقين" واصل المغول زحفهم نحو ماردين، فاستسلمت بعد ثمانية أشهر من الحصار، وفي أثناء حصار "ميافارقين" كان هولاكو يغزو الإمارات الإسلامية في بلاد الشام، فاستولى على نصيبين، واستسلمت له حران والرها، وقتل أهالي مدينة سروج عن آخرهم، واحتل "البيرة"، وعبر نهر الفرات، وأغار على "منبج" وسفك دماء كثير من أهلها.