منتديات فورفري

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فورفري


    معركة عين جالوت

    الجنرال
    الجنرال
    مشرف متميز جدا
    مشرف متميز جدا


    عدد الرسائل : 147
    تاريخ التسجيل : 12/02/2009

    معركة عين جالوت Empty معركة عين جالوت

    مُساهمة  الجنرال الأحد مارس 08, 2009 1:04 am

    معركة عين جالوت
    عندما اجتاحت جحافل التتار مقر الخلافة الإسلامية في بغداد، وقتلوا الخليفة وأسقطوا الخلافة للمرة الأولى في التاريخ سنة: ( 656هـ 1256م)، استولوا بعدها على بلاد الشام، ثم بدأت أنظارهم تتجه إلى مصر للاستيلاء عليها.
    وكان والي مصر آنذاك المنصور علي بن علي بن عز الدين أيبك (655 – 1257هـ) وكان عمره خمسة عشر عامًا، وهي سن لا يمكن لصاحبها أن يواجه الخطر المحدق بالأمة وأن يتخذ القرارات الصائبة لردعه، فلم يجد سيف الدين قطز بدًا من خلع الملك الصغير فخلعه وتولى الملك ( 656 هـ) . وبعد هذه الخطوة الجريئة جمع قطز قادته قبل المسير، وشرح لهم خطورة الموقف، وذكرهم بما وقع من التتار في البلاد التي غزوها من شنيع السفك والتخريب، وما ينتظر مصر وأهلها من مصير مروع إذا انتصر التتار، وحثهم وهو يبكي على بذل أرواحهم في سبيل إنقاذ الإسلام والمسلمين من هذا الخطر الداهم، فضج القادة بالبكاء، ووعدوا ألا يدخروا وسعًا في سبيل مقاتلة التتار، وإنقاذ مصر والإسلام من شرهم.
    المعركة:
    خرج قطز في الجيوش الشامية والمصرية، في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة هجرية ( 1260م )، ووصل مدينة ( غزة)، وكان فيها جموع التتار بقيادة ( بيدر)، فداهمها واستعاد غزة من التتار، وأقام بها يومًا واحدًا، ثم غادرها شمالا.
    وكان كتبغانوين قائد التتار على جيش هولاكو قد بلغه خروج قطز، وكان في سهل البقاع، فعقد مجلسا استشاريًا لذوي الرأي، فمنهم من أشار بعدم لقاء جيش قطز في معركة والانتظار حتى يأتيه مدد من هولاكو. وكان هولاكو قد سافر إلى الصين لحل خلاف وقع بين أخويه، ومنهم من أشار بغير ذلك اعتمادًا على قوة التتار التي لا تقهر -حسب زعمهم- وهكذا تفرقت الآراء.
    وبعث قطز طلائع قواته بقيادة الأمير ركن الدين بيبرس لمناوشة التتار واختبار قوتهم، وتحصيل المعلومات المفصلة عن تنظيمهم وتسليحهم وقيادتهم، فالتقى بيبرس بطلائع التتار في مكان يقع بين ( بيسان) و ( ونابلس ) و يدعيSad عين جالوت) في (الغور) غور الأردن، وشاغل التتار حتى أتاه قطز ببقية الجيش.
    وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك، من سنة ثمان وخمسين وستمائة هجرية نشبت المعركة بين الجيشين، وكان التتار يحتلون مرتفعات ( عين جالوت )، فانقضوا على جيش قطز تطبيقا لحرب الصاعقة التي دأب التتار على ممارستها في حروبهم، تلك الحرب التي تعتمد على سرعة الحركة بالفرسان، فقتلوا من المسلمين جماعة كثيرة.
    وتغلغل التتار عميقًا، واخترقوا ميسرة قطز، فانكسرت تلك الميسرة كسرة شنيعة، ولكن قطز حمل بنفسه في طائفة من جنده، وأسرع لنجدة الميسرة، حتى استعادت مواقعها.
    واستأنف قطز الهجوم المضاد بقوات (القلب) التي كانت بقيادته المباشرة، وكان يقدم جنوده وهو يصيح: " وا إسلاماه.. وا إسلاماه.. "واقتحم قطز القتال، وباشر بنفسه، وأبلى في ذلك اليوم بلاء عظيمًا، وكانت قوات (القلب) مؤلفة من المتطوعين المجاهدين، من الذين خرجوا يطلبون الشهادة، ويدافعون عن الإسلام بإيمان، فكان قطز يشجع أصحابه، ويحسن لهم الموت ويضرب لهم المثل بما فعله من إقدام ويبديه من استبسال.
    وكان قطز قد أخفى معظم قواته النظامية المؤلفة من المماليك في شعب التلال، لتكون كمائن، وبعد أن كر المجاهدون كرة بعد كرة حتى زعزعوا جناح التتار، برز المماليك من كمائنهم وزادوا من ضغط القتال على التتار.
    وكان قطز أمام جيشه يصرخ: " وا إسلاماه.. وا إسلاماه.. يا الله ! انصر عبدك قطز على التتار"، وكان جيشه يتبعه مقتديا بإقدامه وبسالته، فقتل فرس قطز من تحته، وكاد يعرض نفسه للقتل لولا أن أسعفه أحد فرسانه، فنزل له عن فرسه. وسارع قطز إلى قيادة رجاله متغلغلا في صفوف أعدائه، حتى ارتبكت صفوف التتار، وشاع أن قائدهم (كتبغانوين) قد قتل، فولوا الأدبار لا يلوون على شيء.
    وكان (كتبغانوين) يضرب يمينا وشمالا غيرة وحمية، فطلب منه جماعة من اتباعه الهرب، فرفض وقال لهم: " لا مفر من الموت هنا، فالموت مع العزة والشرف خير من الهرب مع الذل والهوان ".
    ورغم أن جنوده تركوه وهربوا، فقد ظل يقاتل حتى قتل. واختفى فوج من التتار في مزرعة للقصب، فأمر قطز جنوده أن يضرموا النار في تلك المزرعة، واحرقوا التتار جميعًا.
    وبدأ المسلمون سواء من الجيش أو من عموم المسلمين بمطاردة التتار، وامتدت المطاردة السريعة إلى قرب مدينة حلب، فلما شعر التتار باقتراب المسلمين منهم، تركوا ما كان بأيديهم من أسارى المسلمين. ودخل قطز دمشق في أواخر شهر رمضان المبارك، فاستقبله أهلها بالابتهاج.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 10:31 am