كم تشتكي
لإيليا أبو ماضي
التعريف بالشاعر :
ولد شاعرنا في قرية "المحيدثة" بلبنان سنة 1890 م وجاء إلى مصر سنة 1902م واشتغل بالتجارة ، وتفجرت موهبته الأدبية في الشعر مبكراً فأصدر ديوانه (تذكار الماضي) سنة 1911، ثم هاجر إلى أمريكا الشمالية وأقام في(نيويورك) وانضم إلى (الرابطة القلمية) التي أسسها (جبران خليل) سنة 1920 – ونشر هناك ديوانه (الجداول) سنة 1927 - ثم (الخمائل) سنة 1946 وتوفى سنة 1957 .
غرض النص :
يشكو بعض الناس من الحياة ويدعون أنها مليئة بالمتاعب و الهموم و المصاعب ، ويميلون إلى التشاؤم من الحياة لأتفه الأسباب، ولو نظروا حولهم - بعين التفاؤل - لوجدوا كثيرا من مظاهر الجمال التي تفجر ينابيع السعادة في النفوس ولهؤلاء المتشائمين يوجه الشاعر قصيدته مستنكرا شكواهم داعيا إياهم إلى التمسك بالأمل والتفاؤل والسعادة بالحياة.
نوع التجربة :
عامة ، ففيها دعوة إلى جميع الناس للإقبال على الحياة والتفاؤل و نبذ(ترك) التشاؤم والتمتع بالحياة وما فيها من نعم لا تحصى .
الأبيات من (1 - 6)
" نعم الله لا تحصى "
1 - كَمْ تشتَكِي وتقولُ إِنَّكَ مُعْدِمُ والأرضُ مِلْكُكَ والسَّما والأنْجُمُ
اللغويـات :
- كم : خبرية للكثرة، ومعنى " كم تشكو " : كثيرا ما تشكو – تقول : أي تزعم و تدَّعي – مُعْدِم : فقير ، اسم فاعل وماضيها أعدم - السما : السماء وحذفت الهمزة للوزن وهذا جائز في الشعر ويسمى قصر الممدود وليس عيبا.
الشرح :
يخاطب الشاعر الإنسان المتشائم الذي يشكو بدون داعٍ قائلاض1 له : كثيراً ما تشتكي وتدّعي الفقر، مع أن كل شيء في السماء والأرض مسخر ومهيأ لك .
التذوق :
* [كم تشتكى وتقول] : كم تفيد كثرة الشكوى غير المبررة من الساخطين المتشائمين.
* [تشتكى وتقول] : كل منهما مضارع يدل على استمرار الشكوى وتجددها .
* [تقول: إنك معْدم] : أسلوب مؤكد بـ " إن " لتأكيد الشك في فقره وزعمه .
* [والأرْض ملْكك والسما والأنْجم] : الشطر الثاني دليل على بطلان دعوى المتشائم بأنه معْدم ، والعطف هنا أفاد تعدد مظاهر النعم .
* [الأنجم - السماء] : إطْناب عن طريق عطف الخاص " الأنجم " على العام " السماء " ، وخص " الأنجم " ؛ لأنها تلائم التفاؤل بما فيها من نور وإشراق.
* [السما - الأنجم] : مراعاة نظير تثير الذهن .
* [الأرض - السماء ، معْدم وملكك] : طباق يوضح المعنى ويقويه .
* [معْدم - الأنجم] : محسن بديعي / تصريع .
* أسلوب البيت خبري للتقرير .
2 - ولكَ الحقولُ وزَهْرُها وأَريجُها ونَسيمُها والبُلبلُ المُتَرَنِّمُ
اللغويـات :
* أريجهـا : عطرهـا ، شذاها ج أرائج - نسيمها : هواؤها الرقيق ج أنسام- المتـرنِّـم : المغنـى .
الشرح :
و يفصل الشاعر لهذا الإنسان مظاهر الجمال المنتشرة من حقول واسعة وما بها من زهر متفتح له رائحة عطرة ونسيم رقيق عليل وبلابل مغردة فوق الأشجار.